سوال

ماذا يقول العلماء الأفاضل من لجنة الإفتاء حول الخف التي أرسلت إليكم نموذجتها المسمى مصنوعة من قبل شركة وتريد تجارتها، فأفتوني حسب الشريعة الإسلامية، يجوز المسح على هذا النوع من الجوارب أم لا؟

اَلجَوَابْ بِاسْمِ مُلْہِمِ الصَّوَابْ

شاهدنا وجرّبنا هذين الجوربين، ووجدنا فيهما ثلاثة شروط  تعتبر عند الفقهاء الحنفية لجواز المسح على الجوربين الثخينين وهي بماتلي:

الأول: لم  يترشّح منهما الماء ، ولم يشف مع أن الماء مكث فيهما برهة .

الثاني: تثبّتا وتمسّكا على  الساق   بنفسهما بدون  لاصق .

الثالث: في رأينا أمكن المشي فيهما بالأقدام ثلاثة أميال بدون خرق لكونهما ثخينين صفيقين .

 فيجوز المسح عليهما في اقتراحنا  لشبههما  الخفين بعد تحقّق الشروط الثلاثة، وهذا قول الإمام أبي يوسف ومحمد رحمهما الله، ذكره الإمام محمدرحمه الله في "الأصل" والإمام أبو حنيفة رحمه الله رجع إلى قولهما، كما نقل  الشيخ علي بن أبي بكر المرغيناني في "الهداية"  وصرّح بأن الفتوى عليه  .

 اعلم أن جواز المسح على الجوربين مشروط بهذه الشروط؛ فتخلّف أحدِها يوجب عدم جوازه عند الحنفية، فتجب على الشركة أن تهتم بها دائما، وإلا لايجوز العمل بفتوانا ولا المسح عليهما لفقدان  أحد هذه الشروط الثلاثة أصلا .

حوالہ جات

مصنف ابن أبي شيبة (1/ 171، برقم:1976) مكتبة الرشد - الرياض:

عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، والحسن أنهما قالا: «يمسح على الجوربين إذا كانا صفيقين»". 

الأصل المعروف بالمبسوط للشيباني (1/ 91) إدارة القرآن والعلوم الإسلامية:

قلت أرأيت رجلا توضأ ومسح على جوربيه ونعليه أو على جوربيه بغير نعلين قال لا يجزيه المسح على شيء من ذلك وهذا قول أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد رحمهما الله إذا مسح على الجوربين أجزاه المسح كما يجزي المسح على الخف إذا كان الجوربان ثخينين لا يشفان۔

الهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 32) دار احياء التراث العربي – بيروت:

 ولا يجوز المسح على الجوربين عند أبي حنيفة إلا أن يكونا مجلدين أو منعلين وقالا يجوز إذا كانا ثخينين لا يشفان " لما روي أن النبي عليه الصلاة والسلام مسح على جوربيه ولأنه يمكنه المشي فيه إذا كان ثخينا وهو أن يستمسك على الساق من غير أن يربط بشيء فأشبه الخف وله أنه ليس في معنى الخف لأنه لا يمكن مواظبة المشي فيه إلا إذا كان منعلا وهو محمل الحديث وعنه أنه رجع إلى قولهما وعليه الفتوى "

الاختيار لتعليل المختار (1/ 25) دار الكتب العلمية – بيروت:

قال: (ويجوز على الجوربين إذا كانا ثخينين أو مجلدين أو منعلين) لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنه مسح على الجوربين» ، وروي ذلك عن عشرة من الصحابة - رضي الله عنهم -. وكان أبو حنيفة - رضي الله عنه - أولا يقول: لا يجوز إلا أن يكونا منعلين ; لأنه لا يقطع فيهما المسافة، ثم رجع إلى ما ذكرنا وعليه الفتوى.

محمد نعمان خالد

دارالافتاء جامعة الرشیدکراتشی

30/جمادی الاولی 1443ھ

واللہ سبحانہ وتعالی اعلم